تفسير رؤيا الانبياء بالتفصيل كل نبي علي حدي :
من الخير رؤيا الانبياء ولكن لكل حلم أو رؤيا تفسيرها :
الجزء الاول:
• رؤيا الأنبياء عليهم السلام •
رؤیا آدم علام يوم القيامة
أخبرنا أبو القاسم، الحسين بن هارون بعكا قال: حدثنا أبو يعقوب
إسحاق بن إبراهيم الأوزاعي، قال: أخبـرنـى عـبد الرحمن بن واصل أبو
زرعة الحاضـرى قال : حدثنا أبو عبد الله التسترى، قال: رأيت في منامي كأن
القيامة قد قامت، وقمت من قبرى، فأتيت بدابة فركبتهـا، ثم عرج بي إلى
السماء، فإذا فيهـا جنّة، وأردت أن أنزل، فقيل لي ليس هذا مكانك، فعرج بي
إلى سماء سماء، في كل سماء منها جنة، حتى صرت إلى أعلى عليين فنزلت ،
ثم أردت أن أقعـد، فقيل لي: تقعـد قبل أن ترى ربك عـز وجل؟ قلت : لا ،
فقمت فساروا بي، فإذا بالله تبارك وتعالى، قدامه آدم عليه السلام، فلما رآنی
آدم أجلسني يمينه جلسة المستغيث، قلت يا رب أفلجت على الشيخ بعـفوك،
فسمعت الله تعالى يقول: قم يا آدم، قد عفونا عنك .
رؤيا العبد نفسه بين يدي الله تعالى]
قال الأستاذ أبو سعد -رضي الله عنه-: من رأى في منامه كأنه قائم بين
يدى اللهج تعالى، والله تعالى ينظر إليه، فإن كان الرائي من الصالحين، فرؤياه
رؤيا رحمـة، فإن رأى كأنه يناجيه، أكرم بالقرب، وحبب إلى الناس قال الله
تعالى: «وقربناه نجيا» (مريم: ٥٢). وكذلك لو رأى أنه ساجد بين يدي الله
تعالى، لقوله تعالى: «واسجد واقترب ﴾ (العلق : ۱۹).
فإن رأى أنه يكلمه من وراء حجاب، حسن دينه وأدى أمانة، إن كانت في
يده، وقوى سلطانه . فإن رآه بقلبه عـظيما، كأنه سبحانه قربه وأكرمه وغفر له،
أو حاسبه أو بشـره ولم يعاين صفة، لقى الله تعالى في القيامة. وقد روى في
بعض الأخبار أن رضى الله تعالى في رضى الوالدين .
رؤيا العبد الله تعالى يعظه]
كذلك فإن رآه تعالى قد وعده المغفرة والرحمة، كان الوعد صحيحا لا
شك فيه، لأن الله تعالى لا يخلف الميعاد، فإن رآه تعالى كأنه يعظه، انتهى عما
لا يرضاه الله تعالى. لقوله تعالى: «يعظكم لعلكم تذكرون» (النحل: ٩٠).
رؤيا جبرائیل ام]
من رأى أنه أخذ من جبريل طعاما، فإنه يكون من أهل الجنة إن شاء الله .
رؤيا ميكائيل لام]
من رأى ميكائيل عليه السلام، فإنه ينال مناه في الدارين إن كان تقيا فإن
رآه في بلدة أو قرية مطر أهلها مطرا عـاما، وأرخصت الأسعار فيها، فإن كلم
صاحب الرؤيا أو أعطاه شيئا فإنه ينال نعمة وسرورا؛ لأنه ملك الرحمة .
رؤيا إسرافيل ]
من رأى إسـرافـيـل عـليـه السلام ينفخ في الصـور، وسمـعـه أهل ذلك
دلت هذه الرؤيا على انتشار العـدل بعد انتشار الظلم، وعلى هلاك
الموضع،
الظلمة في تلك الناحية .
رؤيا ملك الموت ]
من رأى ملك الموت عليـه السلام مسـرورا مات شـهيـدا، ومن رأى كأنه
يصارعه، فإن لم يكن صرعـه أشفى على الموت ثم نجاه الله. وقيل : من رأى
ملك الموت طال عمره .
وحكى عن حمزة الزيات قال: رأيت ملك الموت في النوم، فقلت يا ملك
الموت نشدتك بالله هل لي عند الله من خير؟ قال: نعم، وآية ذلك أنك تموت
بحلوان، فمات بحلوان .
رؤيا الملائكة عليهم السلام]
من رأى كأن ملكا
الملائكة يبشره بابن، رزق ابنا عالما رضيا وجـيها،
لقوله تعالى: «إن الله يبشرك بكلمة منه﴾ (آل عمران: ٤٥).
من
وقوله : (إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا» (مريم: 19).
رأى ملائكة بأيديهم أطباق الفواكه، خرج من الدنيا شهيدا .
وإن رأى كأن الملائكة في موضع حرب، ظفر بالأعداء. وإن رآهم راكعين
بين يديه أو ساجدين له، نال أمانيه وعلا ذكره وأمره .
وإن رأى كأن الملائكة هبطت من السماء إلى الأرض على هيئتها، فذلك
دليل على عـز أهل الحق، وذل أهل الباطل، ونصرة المجاهدين. وإن رأى أنه
الملائكة أو يصعد معهم إلى السماء ولا يرجع، نال شرفا في الدنيا ثم
يطير
مع
يستشهد .
وإن رأى كـان مـلائكة يصنعـون مثل صناعتـه، دل ذلك على ارتفـاقـه
بصناعته . وإن رأى ملكا يقول له اقرأ كتاب الله تعالى، فإن كان رجلاً من أهل
الخير أصاب شرفا. وإن رأى الملائكة في موضع على خيل، هلك هناك جبار ،
وإن رأى طيورا تطير ولا يعرف أعباءها فهي ملائكة، ورؤيتهم في المنام في مكان
دليل على الانتقام من الظالمين ونصر المظلومين .
ومن رأى الكرام الكاتبين، نال السرور والفرح في الدنيا والآخرة، ورزق
حسن الخاتمة إن كان من أهل الصلاح، وإلا خيف عليه لقوله تعالى: «كراما
كاتبين يعلمون ما تفعلون﴾ (الانفطار : ۱۱).
وقد قال بعض أهل العلم بهذه الصناعة : إن رؤية الملك في صورة شيخ
دليل على الزمان الماضي ورؤيتـه في صورة الشبان، دليل على الزمـان الحاضر ،
ورؤيته في صورة صبي، دليل على الزمان المستقبل .
ومن رأى كأنه صـار في صورة ملك، فإن كان في شـدة نال الفرج، وإن
كان في رق أعتق ؛ وإن كان شريفـا نال رياسة. ومن رأى كأن الملائكة يسلمون
عليه، أتاه الله بصيرة في حياته وختم له بالخير .
وحكى أن شمويل اليهودي التاجر، رأى في منامه وكان في سفر، كأن
الملائكة يصلون عليـه، فسـأل معـبراً، فقال: إنك تدخل في دين الله وشـريعة
رسوله ﷺ لقوله تعالى: «هو الذي يصلى عليكم وملائكتـه ليـخـرجكم من
تفسير الأحلام من كلام: ابن سيرين ، والبخاري وابن حجر & ۲۲۳
الظلمات إلى النور» (الأحزاب : 43). فأسلم وهداه الله، وكان سبب إسلامه
أنه وارى رجلاً مديونا فقيراً عن غريم له كان يطلبه .
رؤيا موسى علام وفاتحة الكتاب
سمعت أبا بكر أحمـد بن الحسين بن مهران المقرئ قال: اشتريت جارية
أحسبها تركية، ولم تكن تعرف لساني، ولا أعرف لسانها، وكان لأصحابي
جوار يتـرجمن عنها، قال: فكانت يوما من الأيام نائمة، فانتبهت وهي تبكى
وتصيح وتقول: يا مولای علمـني فاتحة الكتاب، فقلت في نفسي: انظر إلى
خبثها، تعرف لساني ولا تكلمني به، فاجتمع جـوارى أصحابي وقلن لها: لم
تكونى تعرفين لسانه والساعة كيف تكلمينه؟ فقالت الجارية : إني رأيت في منامي
رجلاً غضبـان وخلفه قوم كثير، وهو يمشي، فقلت : من هذا؟ فقالوا: موسى
عليه السلام. ثم رأيت رجلاً أحسن منه ومعـه قوم وهو يمشى، فقلت : من
هذا؟ فقالوا: محمد ﷺ، فقلت : أنا أذهب مع هذا فجاء إلى باب كبير وهو
باب الجنة، فدق ففتح له ولمن معه ودخلوا، وبقيت أنا وامرأتان، فدققنا الباب
ففتح، وقيل من يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب يؤذن له، فقرأتا فأذن لهما، وبقيت
أنا. فعلمنى فاتحة الكتاب، قال: فعلمتها مع مشقة كبيرة، فلما حفظتها سقطت
ميتة .
رؤيا الأنبياء]
قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: رؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم، أحد
شيئين، إمـا بشارة وإما إنذار. ثم هي ضربان: أحدهما أن يرى نبيا على حالته
وهيئته، فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا وعزه وكمـال جاهه وظفره بمن
عاداه .
رؤیا آدم علام]
من رأى آدم عليه السلام على هيئته نال ولاية عظيمة إن كان أهلا لها.
لقوله تعالى: ﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾ (البقرة: 30). فإن رأى أنه.
٢٢٤ تفسير الأحلام من كلام: ابن سيرين والبخاري وابن حجر
کلمه، نال علما لقوله تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها» (البقرة: 31).
وقيل إن من رأى آدم، اغتر بقول بعض أعـدائه، ثم فرج عنه بعـد مدة .
فإن رئى متغير اللون والحال، دل ذلك على انتقال من مكان إلى مكان، ثم على
العود إلى المكان الأول أخيرا.
رؤيا شيث علام]
من رأى شيئا عليه السلام نال أموالا وأولادا وعيشة راضية .
رؤيا إدريس ]
من رأى إدريس، أكرم بالورع وختم له بخير .
رؤيا نوح ]
من رأى نوحا عليـه السلام، طال عمره وكثـر بلاؤه من أعدائه، ثم رزق
الظفر بهم. وأكثـر شكر الله تعالى لقوله تعالى: «إنه كـان عبـدا شكورا
(الإسراء: 3).
تعليقات
إرسال تعليق